٢ـ [ وإِنْ قيلَ : إِنَّ (الغاسِقَ) هوَ القمرُ، فإنَّ لهُ - فيما يُقالُ - تأثيراً في الأجسامِ الأرضيّةِ ؛ كتقطيعِ الثِّيابِ الكَتَّانِ، وتمديدِ الزُّروعِ، ودورانِ المدِّ والجزرِ معَهُ في بعضِ البحارِ، فلعّلَّ لهُ تأثيراتٌ أخرى فيها شُرورٌ.
٣ـ وإنْ قيلَ : إنَّ (الغاسِقَ) هوَ الفَرجُ - على ما قيلَ - فشرُّهُ ظاهِرٌ، وأكثرُ شرورِ العالمِ مِن جِهَتِهِ.
٤ـ وإنْ قيلَ : هوَ الليلُ، فإنَّ الشَّرَّ فيهِ ظاهرٌ مُزعِجٌ :
؟ وأما ظهورُهُ : فلانتِشارِ الهوامِّ والشَّياطينَ فيهِ مِنَ الجِنِّ والإنسِ وغيرِ ذلكَ.
؟ وأما إِزعاجُهُ : فلأَنَّهُ يُلْقِي الإِنسانَ نائِماً أَوْ ساكِناً فَيَكونُ لهُ مِن الرَّوْعِ (١) ما لَيسَ في النَّهارِ ] (٢).
و(النَّفَّاثاتِ) : السَّاحِرات.
والسِّحرُ :
١ـ مُفسِدٌ للعَقلِ : لأنَّ الإنسانَ إذا سُحِرَ غَلَبَ خَيالُهُ على عَقلِهِ فَعادَ يُخَيَّلُ لهُ ما لا وجودَ لهُ في الخارجِ.
٢ـ وهوَ مُفسِدٌ للبَدَنِ أيضاً : ولذلكَ وَجَبَ القَوَدُ بالقَتلِ بهِ عندَ جماعَةٍ مِنْ أَهلِ العِلمِ.
(٢) ذُكِرَت هذهِ الجُملَةِ بَعد تفسيرِ (الحاسِدِ) ومكَانُها هنا أليَق.