وهوَ أوفَقُ للسُّنَّةِ الصَّحيحةِ، وهوَ قولُهُ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنْ اِبنِ آدَمَ مَجرَى الدَّمِ " (١).
واعلَمْ أَنَّ الوَسوَسَةَ على القَلبِ، وإِنَّما يُعَبَّرُ عنهُ بِالصَّدرِ لأَنَّهُ مَحَلُّ القَلبِ ؛ كما عبّرَ عَن العَقلِ بالقَلبِ لأَنَّهُ مَحَلَّهُ فِي قَولِهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ إِنَّ فِي y٧د٩¨sŒ ٣"uچٍ٢د%s! لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ (٢).
o قَولُهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ مِنَ دp¨Yإfّ٩$# وَالنَّاسِ ﴾ :
هذا بيانٌ لِخَنسِ الخُنّاسِ وتَقسيمٌ لهُ إِلَى نَوعَين : الجِنَّةِ والنَّاسِ.

(١) أَخرَجَهُ : البُخاري (رَقْم : ٣٢٨١) ومُسلم (رَقْم : ٢١٧٥) وأبو داود (رَقْم : ٢٤٧٠ و٤٩٩٤) وابن ماجة (رَقْم : ١٧٧٩) وأحمد (رَقْم : ٢٦٣٢٢) والدَّارِمي (رَقْم : ١٧٨٠) مِنْ حَديثِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ؛ قَالَتْ :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ". فَقَالا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِلَّهِ قَالَ :" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا " ).
(٢) سُورَةُ ق : ٣٧.


الصفحة التالية
Icon