ثُمَّ استَقصَى القُصّاصُ بيانَ ذلكَ ؛ مثل : وهب (١)، والكَسائي (٢)، والثَّعلبي (٣). وأَجوَدُها كتابُ وثيمة بن موسى بن الفرات، وأبلغُ من ذلكَ بياناً : مُعايَنَةُ قَصَصِهِم لمن عايَنَها عندَ وُقوعِها.
وإذا نظرتَ في كتابِنا المسّمى ؟(الرِّياضِ النَّواظِرِ فِي الأَشباهِ والنَّظائِرِ) لاحَت لكَ بارِقَةٌ كَبيرَةٌ مِنَ البَيانِ ومراتِبِه - إِنْ شاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
الفصل الثالث
[ مَراتِبُ القُرآنِ ]
إذا عرفتَ ما قدّمناهُ من مراتبٍ ؛ فاعلَمْ :
أَنَّ (القُرآنَ) فِي مَراتِبِ بَيانِهِ على ذلك :
١ : ؟(الفاتحةُ) التي هي (أّمُّ القرآنِ) مشتملة على مقاصدِهِ الكُلِّيَّةِ من حيث الإجمال، ثم باقي القُرآن يُبَيّن ذلك في رُتبَةٍ ثانيةٍ منَ البيانِ.
٢ : ثم السّنَّة بَيَّنَته في رُتبة ثالثةٍ من البيانِ ؛ لأَنَّها بيانُ القرآنِ ؛ لقوله تَبارَكَ وتَعَالَى :﴿ $uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ (٤).

(١) وَهَبُ بنُ مُنَبِّه : عُرِفَ بالقَصَصِ والاسرائِيلِيّات [ سَيرُ أعلامِ النّبلاءِ ٤/٥٤٤ ].
(٢) محمّد بنُ عَبدِ اللهِ ؛ له كِتابُ (بَدءِ الخَلقِ) و(قَصَصِ الأَنبياءِ).
(٣) أَحمدُ بنُ محمد بن إبراهيم الثَّعلبِي ؛ له كتابُ (التَّفسيرِ) و(قَصَص الأَنبياء).
(٤) سورة النحل، آية ٤٤.


الصفحة التالية
Icon