وهذا هو مقصودُ القرآنِ بالذَّات، ولذلك سمّى (إيماناً) في قوله عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ xفخ٦xm عَمَلُهُ ﴾ يعني : بِالقُرآنِ ­ فيما قالَه بعضُهُم ­.
وهذه المقاصد كلها مشارٌ إليها في الفاتحة :
١ـ أما الإيمانُ بالله : ففي قوله عَزَّ وَجَلَّ :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (١) فإنَّ إيجابَ الحمدِ لله عَزَّ وَجَلَّ يقتضي أنّه موجودٌ مستحقّ لهُ.
٢ـ وأما الإيمانُ بالملائكةِ : فهو في ضِمنَ قَولِه عَزَّ وَجَلَّ ؟ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؟ إِذ (العالَمون) مَن سِوى الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ ومِنهُم : الملائكةُ.
وأيضاً في ضمنِ قولِه عَزَّ وَجَلَّ :﴿ xق¨uژإہ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ (٢) ومِن جُملَةِ المُنْعَمِ عليهِم ذَوي الصِّراطِ المستقيمِ : الملائكة ؛ لقولِه عَزَّ وَجَلَّ في صِفَتِهِم :﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا ِNèduچtBr& وَيَفْعَلُونَ مَا tbrقگsD÷sمƒ ﴾ (٣) وهذا هوَ مقصودُ الصِّراطِ المستقيمِ.
٣ـ وأما الإيمان بالكتب : فقد تضمّنه قولُه عَزَّ وَجَلَّ ﴿ اهْدِنَا xق¨uژإ_ا٩$# zO‹ة)tGَ، كJّ٩$# ﴾ وهو القرآنُ ­ في أحدِ الأقوالِ ­، وهي مُتلازِمَة : فالقرآنُ مُرادٌ على تَجميعِها قصداً أو التِزاماً، وسؤالُ الهدايةِ يستلزمُ الإيمانَ بهِ، إذ لا يؤمن بشي لا يَسأل الهداية إليه، والإيمان به يستلزم الإيمان بجميع كتب الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ لأنه موافق مصدِّقْ لها آمرٌ بالإيمان بها.

(١) سورة الفاتحة آية ١.
(٢) سورة الفاتحة آية ٧.
(٣) سورة التحريم، آية ٦.


الصفحة التالية
Icon