تفسير قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيها الثقلان)
باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد: فيقول سبحانه وتعالى: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ [الرحمن: ٣١]، قوله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) أشكل على بعض العلماء، فقال بعضهم: كيف يقول ربنا: سنفرغ؟ أبالله شغل عن خلقه حتى يقول: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ [الرحمن: ٣١] ؟! فلذلك أوّل بعض العلماء هذه الآية، فقال بعضهم: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ [الرحمن: ٣١] أي: سنحاسبكم وسنقضي بينكم.
ومن أهل العلم من قال: هي حاملة لمعنى التهديد ولمعنى الوعيد، فالله سبحانه ليس به شغل، ولكنه يتوعد العصاة ويهددهم بقوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ [الرحمن: ٣١].
فعلى ذلك: أشهر الأقوال في تفسير قوله سبحانه: (سَنَفْرُغُ) قولان: أحدهما: أنها على معناها لكنها مضمنة للتهديد ومضمنة للوعيد.
والآخر: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) أي: سنحاسبكم وسنقضي بينكم.
و (الثَّقَلان) هم الإنس والجن كما تقدم.