معنى النشوز الخاص والعام في الآية
قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، النشوز في الأصل: هو العلو والارتفاع، ومنه قولهم للمرأة: امرأة ناشز، أي: مرتفعة ومتعالية على أمر زوجها، والأرض النشز: الأرض المرتفعة، ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾ [النساء: ١٢٨]، أي: كبراً عليها، أو تعالياً عليها، أو إعراضاً عنها.
فقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١] ما المراد به؟ من العلماء من فسره بتفسير عام، ومنهم من فسره بتفسير خاص.
فالذين فسروه بتفسير خاص قالوا: قوله تعالى: ﴿إِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، أي: قوموا وانهضوا إلى الجهاد وإلى القتال مع نبيكم ﷺ فقوموا ولا تترددوا.
القول الثاني: ﴿إِذَا قِيلَ انشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، أي: قوموا وانهضوا إلى الصلاة.
القول الثالث: ﴿إِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، أي: قوموا وتفسحوا لإخوانكم.
القول الرابع: ﴿إِذَا قِيلَ انشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، أي: قوموا إلى فعل خير دعيتم إليه ولا تترددوا.
والذين فسروه بتفسير عام قالوا: إن هذه المفردات كلها تدخل في قوله تعالى ﴿إِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١]، أي: إذا دعيتم إلى أي عمل فيه بر أو فيه خير فقوموا إليه، وانهضوا إليه، وسارعوا إليه، واستبقوا إليه، وهذا المعنى العام أولى وأليق والله سبحانه وتعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon