الفصل الثاني
أصول الحوار
التدرج في الحوار
من أصول الحوار : التدرج والبدء بالأهم، فإذا تأملنا على سبيل المثال في ترتيب سورة الأنعام، نجدها قد بدأت أولا بتقرير العقيدة، ثم بعد ذلك بتقرير الأحكام.
ولما كانت القضية الأساسية في القرآن المكي هي تقرير العقيدة فلقد دارت معظم آيات السورة حول هذا الهدف الأساسي كما اشتملت السورة الكريمة على ذكر بعض الأحكام العملية وجملة من الأصول الشرعية ن فنجد السورة الكريمة وقد تعرضت لجميع مسائل العقيدة : الإيمان بالله تعالى وملائكته، ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر.
تقديم الأدلة المُثبِتة، أو المرجِّحة للدعوى مع الالتزام بصحة النقل : فلقد نعى الله على المشركين قولهم بغير علمٍ وبين أنه محضُ افتراءٍ، قال تعالى في سورة الأنعام چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ وقال تعالى في نفس السورة چ ؟ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ، وقال تعالى چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چ چ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ں ں ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چ [ الأنعام ١٤٨-١٥٠ ]
تقديم الأصول على الفروع : فلا يتم الشروع في مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل ؛ إذ لا بد من البدء بالأهم من الأصول وضبطها والاتفاق عليها، ومن ثم الانطلاق منها لمناقشة الفروع والحوار حولها، وهذه سورة الأنعام بدأت بتقرير العقيدة، ثم انتقلت إلى تقرير الأحكام الشرعية، فجاء الحديث عن أصول العقيدة من الآية الأولى وحتى الآية ١١٦ ثم باقي السورة من ١١٧ إلى ١٦٥ : أيضا في تقرير العقيدة إلى جانب الأحكام الشرعية العملية التي ذكرت فيها، ومن الملاحظات على كثيرٍ من الحوارات المعاصرة بين الأديان إغفالها لمناقشة الأصول، وهذا مخالفٌ لمنهجِ الإسلام، إذ العقيدةُ أولا، فلا خير في أي حوارٍ لا يتطرَّقُ إليها.


الصفحة التالية
Icon