وهو الشك في غير موضعه، بمعنى التشكيك في الحقائق الثابتة والأمور المستيقَنة، مما لا مجال للشك فيه، إذ كيف ينجحُ الحوارُ إذا كان غرضُ الطرف الآخر مجرد التشكيك، وإثارةِ غبار الشهواتِ !
وأنى لهم أن يشككوا في تلك الحقائق الثابتة وتلك الحجج الساطعة سطوعَ الشمسِ في وضحِ النهار ؟ هل هذا هو منطق الحوار ومنهج الوصول إلى الحق :
وكيف يصحُّ في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليلٍ
قال تعالى في مطلع السورة الكريمة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹٹ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [ الأنعام : ٢]
ثم أنتم تشككون في قدرة الله تعالى ووحدانيته مع إقراركم بأنه تعالى هو الخالق البارئ المصور، فالإقرار بربوبيته تعالى يقتضي الإقرار بألوهيته وحده فلا ربَّ غيره ولا معبود سواه قال تعالى چ ک ک گ گ گ گ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ہ ہ ہ ہ چ [ الأنعام : ١١٤]، وما شكَّ النبيُّ - ﷺ - ولا الصحابة - رضي الله عنهم - وإنما دلت هذه الآية الكريمة على ضخامة حجم ذلك الكيد وضراوة حملة التشكيك التي أطلقها أعداء الدين، مما يستدعي الثبات على الحق والصمود في مجابهة تلك الفتن والقوة في ردِّ شبه المبطلين وصدِّ تلك التيارات المعادية لهذا الدين باتباع أصول الحوار والالتزام بضوابطه وآدابه وإن حاد عنها المشركون، أما الباطل فإنه غامضٌ لجلج لذا يلجأ أصحابه إلى الطرق الملتوية والكذب والافتراء دفاعا عنه.
السخرية والاستهزاء
من آفات الحوارِ وعقباته ومن موانع الوصول إلى الحقيقة إضاعة الأوقات وتشتيت الأذهان بالسخرية والاستهزاء من الحق وأتباعه شأن المشركين، الذين سجَّل القرآنُ موقفَهم المخزي وهزلهم في موضع الجدِّ، ٹ ٹ چ ڑ ڑ ک ک کک گ گ گ گ ؟ ؟ ؟ ؟ چ [الأنعام: ٥]


الصفحة التالية
Icon