: ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) وإنما قيل ادخلوه ركعا ومنهم من يسجد على جنب كاليهود فالسجود اسم جنس ولكن لما شاع سجود الآدميين المسلمين صار كثير من الناس يظن أن هذا هو سجود كل أحد كما في لفظ القنوت ) (١).
ويقول رحمه الله :( ومعلوم أن سجود كل شيء بحسبه ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الأرض ) (٢)، فمما يدخل في هذا السجود كمال خضوع هذه المخلوقات لله وانقيادها له سبحانه وذلها لربوبيته وعزه وسلطانه، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:(وهو سجود الذل والقهر والخضوع فكل أحد خاضع لربوبيته ذليل لعزته مقهور تحت سلطانه تعالى ) (٣).
كما أن سجود هذه المخلوقات سجود حقيقي يليق بهذه المخلوقات كل بحسبه فسجود الإنسان لائق به وهو ما كان على الهيئة المعروفة وعلى الأعضاء السبعة وسجود الشمس يليق بها كما صح في الحديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِي اللَّه عَنْه ( والآنف الذكر ).. فسجودها سجود حقيقي يناسب الشمس لكن كيف تسجد لله تحت العرش ؟
الله سبحانه هو الأعلم بكيفية هذا السجود وظاهر الحديث يأبى أن يكون معنى السجود مجرد خضوعها لأمر الله سبحانه وانقيادها لطاعته بل هو خضوع وذلة وانكسار وانقياد بسجود حقيقي لا نعلم كيفيته،

(١) - جامع الرسائل ١/٢٧.
(٢) - مجموع الفتاوى ٢١/٢٨٤
(٣) - مدارج السالكين ١/١٠٧


الصفحة التالية
Icon