واختار ابن جرير وابن كثير أن هذا جواب الملائكة أو جواب المؤمنين، كقوله تبارك وتعالى : وَقالُوا : يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ. هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [الصافات ٣٧/ ٢٠ - ٢١].
ثم أوضح اللّه تعالى سرعة البعث، فقال « إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ».
" «صيحة » خبر كان منصوب، واسمها ضمير يعود على الصيحة فى قوله تعالى :« ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ».. أي ما كانت الصيحة إلا صيحة واحدة، أخرجتهم من قبورهم، ثم جمعتهم فى المحشر بين يدي اللّه.."
أي ما كانت النفخة إلا صيحة واحدة، فإذا هم أحياء مجموعون لدينا بسرعة للحساب والجزاء، كما قال تعالى : فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ، فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [النازعات ٧٩/ ١٣ - ١٤] وقال عز وجل : وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ، أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [النحل ١٦/ ٧٧].
وأردف بعدئذ ما يكون في ذلك من القضاء العادل، فقال تعالى :« فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » "أي ففي هذا اليوم، يلقى كل إنسان جزاء ما عمل، فلا تظلم نفس شيئا، فالمسيء لا يلقى من الجزاء إلا بقدر إساءته، والمحسن لا يبخس من إحسانه شيء، بل يوفّاه مضاعفا..."
ومضات :
وأخيرا يجيء شكهم في الوعد، واستهزاؤهم بالوعيد :«وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ؟».. ووعد اللّه لا يستقدم لاستعجال البشر


الصفحة التالية
Icon