عن أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَ :" بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ " قَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، قَالَ : أَبَيْتُ، قَالَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ : أَبَيْتُ، قَالَ : أَرْبَعُونَ شَهْرًا، قَالَ :" أَبَيْتُ وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ، إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، فِيهِ يُرَكَّبُ الخَلْقُ " (١)
وعَنْ قَتَادَةَ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ :" بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ " قَالَ أَصْحَابُهُ : فَمَا سَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَلَا زَادَنَا عَلَى ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ مِنْ رَأْيهِمْ أَنَّهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُبْعَثُ فِي تِلْكَ الْأَرْبَعِينَ مَطَرٌ يُقَالُ لَهُ مَطَرُ الْحَيَاةِ، حَتَّى تَطِيبُ الْأَرْضُ وَتَهْتَزُّ، وَتَنْبُتُ أَجْسَادُ النَّاسِ نَبَاتَ الْبَقْلِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الثَّانِيَةَ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، سَأَلَ نَبِيَّ اللَّهِ - ﷺ - : كَيْفَ يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ :" يُبْعَثُونَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِي ثَلَاثِينَ سَنَةً " (٢)
وقَالَ الْبَلْخِيُّ بْنُ إِيَاسٍ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ، قَالَ : الْأُولَى مِنَ الدُّنْيَا، وَالْأَخِيرَةُ مِنَ الْآخِرَةِ " (٣)
٤ - يتعجب أهل البعث ويذهلون ويفزعون مما يرون من شدائد الأهوال، فيتساءلون عمن أخرجهم من قبورهم، مفضلين عذاب القبر، لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.

(١) - صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ (٤٨١٤ )
(٢) - جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ (٢٧٨٥٣ )
(٣) - جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ (٢٧٨٥٢ )


الصفحة التالية
Icon