٦٤... اصْلَوْهَا... ادخلوها أو قاسوا حرها
٦٦... لَطَمَسْنَا... لصيرناها ممسوحة لا يرى لها شق
٦٧... لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ... لغيرنا خلقهم في مكان معصيتهم
٦٧... فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا... لا يتقدمون ولا يتأخرون
٦٨... وَمَن نُّعَمِّرْهُ... الذي نطيل عمره
٦٨... نُنَكِّسْهُ فِي الخُلْقِ... نرده إلى الضعف بعد القوة
المناسبة :
بعد بيان حال المحسنين في الآخرة، أعقبه تعالى ببيان حال المجرمين في الدنيا والآخرة، ففي الآخرة يميزون عن المؤمنين، ويصلون نار جهنم خالدين فيها أبدا بسبب كفرهم واتباع وساوس الشيطان، وفي الدنيا لم يعاجلهم بالعقوبة رحمة منه، فلم يشأ أن يذهب أبصارهم، أو يمسخ صورهم ويجعلهم كالقردة والخنازير، وأعطاهم الفرصة الكافية من العمر في الدنيا ليتمكنوا من النظر والاهتداء، قبل أن يضعفوا ويعجزوا عن البحث والإدراك، وذلك تحذير واضح لهم.
التفسير والبيان :
يخبر اللّه تعالى عن حال الكفار يوم القيامة بتمييزهم عن المؤمنين في موقفهم، فيقول :« وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ » أي يقال للمجرمين الكافرين في الآخرة : تميزوا في موقفكم عن المؤمنين، كما قال تعالى في آية أخرى : وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً، ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا : مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ، فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ [يونس ١٠/ ٢٨]


الصفحة التالية
Icon