فى هذا العطف فضح لضلال المشركين، وانحرافهم هذا الانحراف الحادّ، عن الطريق السوىّ.. حيث يقابلون الإحسان بالكفران.
فاللّه سبحانه وتعالى يفضل عليهم بهذه النعم، خلقا، وتسخيرا، وتذليلا.. وهم يكفرون به، ويحادّونه، ويتخذون من دونه آلهة.. فما أبعد ما بين الإحسان والكفران!.
وقوله تعالى :« لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ » بيان للغاية التي يقصد إليها المشركون من اتخاذ هذه الآلهة من دون اللّه.. إنهم يرجون من وراء ذلك الاستعانة بها على ما يغلبهم من شئون الحياة، وما يلقاهم على طريقها من عقبات.. وهيهات.. ضعف الطالب والمطلوب..!
ولكنها في الواقع لا تقدر على شيء، ولا تحقق فائدة لعبادها، لذا قال تعالى مبينا خيبة أملهم :« لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ». هو ردّ على معتقد المشركين فى آلهتهم.. فهؤلاء الآلهة الذين اتخذوهم من دون اللّه معبودين لهم، يرجون منهم نصرا ـ هؤلاء الآلهة لا يستطيعون لهم نصرا، بل وأكثر من هذا، فإن آلهتهم هذه، محتاجة إلى من يحرسها، ويدفع عنها يد المعتدين..
وهؤلاء المشركون هم أنفسهم، جند محضرون، يقومون على حماية هذه الآلهة، وحراستها، وحراسة ما تزيّن من به حلىّ، وما يلقى عليها من ملابس.. ـ فقوله تعالى :« وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ » ـ الضمير « هم » يعود إلى المشركين، وفى قوله تعالى :« مُحْضَرُونَ » ـ إشارة إلى أن هناك قوى مسلطة على هؤلاء المشركين، تجعل منهم جندا لخدمة هذه الآلهة.. وهذه القوى هى تلك المشاعر المتولدة من