ولقد هان أمرهم بهذا. وما عاد لهم من خطر يحسه مؤمن يعتمد على اللّه. وهو يعلم أن اللّه يعلم ما يسرون وما يعلنون. وأنهم في قبضته وتحت عينه وهم لا يشعرون! (١)
وقال دروزة :" والآية الأولى تنفي عن النبي - ﷺ - الشاعرية علما وترفُّعاً وتقرر أن القرآن ليس إلّا تذكيراً للناس وقرآنا مبينا واضحا.
والآية الثانية تعلن أن النبي - ﷺ - إنما أرسل وأنزل عليه القرآن لينذر الناس فينتفع بذلك من كان ذا عقل متأمل وقلب حيّ سليم ويحق القول وتقوم الحجة على الجاحدين.
وبرغم ما يبدو من استقلال الآيتين بموضوع منفصل عما قبلهما فإن ما جاء بعدهما هو استمرار للسياق الأول في التنديد بالكفار وحكاية أقوالهم ومواقفهم بحيث يمكن أن يقال إنهما متصلتان بالسياق السابق واللاحق أيضا وإنهما جاءتا بمثابة تقرير لمهمة النبي - ﷺ - وهدف ما يوحيه اللّه إليه من قرآن. وهذا الأسلوب النظمي قد تكرر في القرآن. ويبدو أن حكمة هذا الأسلوب هنا هي تقرير أن ما يتلوه النبي - ﷺ - من آيات الإنذار والوعيد والتقريرات عن عظمة اللّه ووصف مشاهد الآخرة ومصائر الناس فيها ليس من قبيل الشعر وإنما هو قرآن رباني فيه كل الحق والحقيقة.
على أن الآيتين احتوتا موضوعا جديدا ذاتيا أيضا. وهو نفي شاعرية النبي - ﷺ - والقرآن. فلقد رأى الكفار النبي - ﷺ - يتلو الآيات البليغة