، ومن قدر على ذلك، فهو قادر على ما يريد، لا يمنعه شيء، فهذا التحوّل والتقلّب من عنصر الرطوبة إلى عنصر الحرارة، يدل على إمكان إعادة الرطوبة إلى ما كان يابسا باليا. والمشاهد أن شجر السّنط يوقد به النار وهو أخضر.
وقيل : المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبت في أرض الحجاز، فيأتي من أراد قدح نار، وليس معه زناد، فيأخذ عودين أخضرين منهما، ويقدح أحدهما بالآخر، فتتولد النار من بينهما، كالزناد تماما. ومثل ذلك احتكاك السّحب المولّد لشرارة البرق.
"هذه بعض آيات من علم اللّه.. إنه سبحانه خلق الشجر، وقد امتلأ كيانه بالماء يجرى فى أصوله، وفروعه وأوراقه.. ثم جعل من طبيعة هذا الشجر أن يجفّ، وأن يقبل الاحتراق، وإذا هو فى النار، قطع من الجمر! فأين هذا الشجر الأخضر، من هذا الجمر الملتهب ؟
وكما يخرج اللّه سبحانه النار من الماء، يخرج سبحانه الميت من الحىّ، ويخرج الحىّ من الميت..
هذه صورة من الإبداع فى الخلق، لا تحتاج فى وضوحها إلى علم، وتجربة، وإنما بحسب الإنسان ـ أي إنسان.. أن يقف قليلا بنظره عندها، فيرى آيات بينات، من علم اللّه وقدرته.."
ودليل ثالث أعجب مما سبق :« أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ؟ بَلى. وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ».. وصورة أخرى للدلالة على قدرة اللّه سبحانه.. هى هذه السموات والأرض.. من خلقها ؟ إنه اللّه سبحانه، بإقرار الكافرين والمشركين أنفسهم


الصفحة التالية
Icon