وهذا يستحق التبشير بعد انتفاعه بالإنذار :«فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ».. المغفرة عما يقع فيه من الخطايا غير مصر. والأجر الكريم على خشية الرحمن بالغيب، واتباعه لما أنزل الرحمن من الذكر. وهما متلازمان في القلب. فما تحل خشية اللّه في قلب إلا ويتبعها العمل بما أنزل. والاستقامة على النهج الذي أراد.
وهنا يؤكد وقوع البعث ودقة الحساب، الذي لا يفوته شي ء :«إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى، وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ، وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ»..
وإحياء الموتى هو إحدى القضايا التي استغرقت جدلا طويلا. وسيرد منه في هذه السورة أمثلة منوعة. وهو ينذرهم أن كل ما قدمت أيديهم من عمل، وكل ما خلفته أعمالهم من آثار، كلها تكتب وتحصى، فلا يند منها شيء ولا ينسى. واللّه سبحانه هو الذي يحيي الموتى، وهو الذي يكتب ما قدموا وآثارهم، وهو الذي يحصي كل شيء ويثبته. فلا بد إذن من وقوع هذا كله على الوجه الذي يليق بكل ما تتولاه يد اللّه.
والإمام المبين. واللوح المحفوظ. وأمثالها. أقرب تفسير لها هو علم اللّه الأزلي القديم وهو بكل شيء محيط. (١)
وقال دروزة :
أما الآيات فقد احتوت :

(١) - في ظلال القرآن، ج ٥، ص : ٢٩٥٨


الصفحة التالية
Icon