١٩... طَائِرُكُمْ مَّعَكُمْ... شؤمكم بسبب أعمالكم وكفركم
١٩... أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ... من أجل تذكيرنا لكم بعبادة الله
١٩... مُسْرِفُونَ... مجاوزون الحد بكفركم وشرككم
٢٠... يَسْعَى... يسرع في مشيه لنصرة قومه
٢٢... فَطَرَنِي... خلقني وحده لا شريك له
٢٣... لا تُغْنِ عَنِّي... لا تدفع عني
المناسبة :
مناسبة ضرب هذا المثل هنا، هو أن الآيات السابقة كشفت عن الطبيعة الإنسانية، وأن الناس على طبيعتين : أصحاب طبيعة متأبيّة على الخير، مغلقة الحواسّ عنه، لا يستجيبون له مهما جىء إليهم به من شتى الوسائل.. وأصحاب طبيعة أخرى مهيأة للإيمان، مستعدة له، متشوفة إليه، لا تكاد تهبّ عليهم نسمة من أنسامه العطرة، حتى يتنفسوا أنفاسه، ويملئوا صدورهم به.. وفى هذا المثل، عرض للناس فى طبيعتيهم هاتين معا.. (١)
فبعد بيان حال مشركي العرب الذين أصروا على الكفر، ضرب الحق تعالى لهم مثلا يشبه حالهم في الإفراط والغلو في الكفر وتكذيب الدعاة إلى اللّه، وهو حال أهل تلك القرية الذين كذبوا الرسل فدمرهم اللّه بصيحة واحدة، فإذا استمر المشركون على عنادهم واستكبارهم، كان

(١) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١١ / ٩١٣)


الصفحة التالية
Icon