ثم يعرض هذا الوافد الجديد، نفسه عليهم، في الزىّ الجديد الذي تزيّا، والخير الموفور الذي بين يديه من تلك الدعوة.. "
فقد أبان لهم أنه ما اختار لهم إلا ما اختاره لنفسه فقال :(وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ؟ ) أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني، وإليه المرجع للجزاء يوم المعاد فيجازيكم على أعمالكم إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
وفي هذا تقريع لهم بتركهم عبادة الخالق وعبادة غيره، وتهديد بتخويفهم بالرجوع إلى شديد العقاب.
ثم أعاد التوبيخ مرة أخرى مبينا عظيم حمقهم فقال :(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ ؟ ) أي أأعبد من دون اللّه آلهة لا تملك من الأمر شيئا، وهو لو أرادني بسوء فلا كاشف له إلا هو، ولا تملك الآلهة دفعه عنى ولا منعه.
(إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي إنى إذا فعلت ذلك واتخذت من دونه آلهة لفى ضلال بيّن لا يخفى على من له أدنى مسكة من عقل، فإن إشراك من لا يخلق وليس من شأنه النفع والضر، بمن يخلق وهو القادر على كل شى ء - خطأ ظاهر، وغلط واضح لدى أرباب الأحلام وذوى الحجا. (١)
"أسئلة إنكارية، ينكر بها الرجل على نفسه ألا يكون فى العابدين للّه، الذي فطره، والذي إليه موعده ولقاؤه مع الناس، يوم الحشر، إنه لا

(١) - تفسير المراغي، ج ٢٢، ص : ١٥٣


الصفحة التالية
Icon