وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ أَنْ يَعْلَمَ قَوْمُهُ مَا عَايَنَ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ، وَمَا هُمْ عَلَيْهِ " (١).
"هذا هو المثل، وتلك هى مواقف الشخصيات والأحداث فيه..
وعلى ضوء هذا المثل يرى المشركون الضالون، إلى أين يسير بهم كفرهم وضلالهم، وإلى أين ينتهي الإيمان بالمؤمنين الذين استجابوا لرسول اللّه، واستقاموا على الطريق الذي يدعوهم إليه!."
ومضات :
لم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية. وقد اختلفت فيها الروايات. ولا طائل وراء الجري مع هذه الروايات.
وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئا في دلالة القصة وإيحائها.
ومن ثم أغفل التحديد، ومضى إلى صميم العبرة ولبابها. فهي قرية أرسل اللّه إليها رسولين. كما أرسل موسى وأخاه هارون - عليهما السّلام - إلى فرعون وملئه. فكذبهما أهل تلك القرية، فعززهما اللّه برسول ثالث يؤكد أنه وأنهما رسل من عند اللّه. وتقدموا ثلاثتهم بدعواهم ودعوتهم من جديد «فَقالُوا : إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ»..
هنا اعتراض أهل القرية عليهم بالاعتراضات المكرورة في تاريخ الرسل والرسالات..

(١) - جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ (٢٦٧٤٦ ) صحيح مرسل


الصفحة التالية
Icon