ودوران الشمس، ومسير القمر في منازله، وتخصيص مدار مستقل لكل من الشمس والقمر.
ثم أردف ذلك بدليل آخر دال على القدرة المقترنة بالرحمة وهو تنقل الأولاد والأجيال في السفن العابرة مياه البحار. (١)
التفسير والبيان :
قوله تعالى :« وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ».
" أي ومن الأدلة على قدرتنا على البعث إحياء الأرض الهامدة التي لا نبات فيها بإنزالنا الماء عليها، فتهتز وتربو وتنبت نباتا مختلفا ألوانه وأشكاله، وتخرج حبا هو قوت لكم ولأنعامكم، وبه قوام حياتكم."
"وهذا شاهد يشهد للمكذبين بالبعث، بأنه أمر ممكن، وإن إنكارهم له يقوم على فهم خاطئ لقدرة اللّه.. فلو أنهم نظروا إلى هذه الأرض الميتة، وكيف يحيى اللّه مواتها، ويبعث فيها الحياة، ويخرج من أحشائها صورا لا حصر لها من الكائنات الحية ـ لو نظروا إلى هذا لرأوا أن بعث الأجساد الهامدة لا يختلف فى شىء، عن بعث الحياة فى الأرض الجديب.
وقوله تعالى :« وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ » مبتدأ وخبر، وقدم الخبر « آية » على المبتدأ « الأرض » للإلفات إليه، لأنه الآية المراد النظر فى وجهها، وأصل النظم :« والأرض الميتة آية لهم » وقوله تعالى :«

(١) - انظر تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٣ / ٦)


الصفحة التالية
Icon