ليكون فى ذلك ترغيب في صالح الأعمال، وترهيب من فعل الفجور واجتراح السيئات. (١)
هذا يوم الفصل والقضاء العدل، فلا تظلم نفس شيئا، ولا تجزى إلا بأعمالها ويقال لهم زيادة في إيلامهم : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل عنكم بنعيمهم ومتاعهم فاكهون.
نعم إن أصحاب الجنة الذين هم يتمتعون بها في شغل، وأى شغل ؟ إنه شغل من سعد بالجنة ونعيمها، وفاز بنيل ذلك النعيم المقيم والملك الكبير، وتمتع بما أعده اللّه للمصطفين من عباده الأبرار ثوابا لهم وإكراما، وجزاء لهم على ما كانوا يعملون، وما أدق وصفهم بقوله : فاكهون، أى : متنعمون ومتلذذون بما هم فيه، فحقّا إنهم لفي شغل عن النار وأصحاب النار، فيا ويلكم أيها المشركون من النار ومن عذابها!! وأزواجهم وهم في ظلال وارفة، على الأرائك والسرر متكئون، يسمرون ويتمتعون ويرزقون رزقا كريما، لهم فيها فاكهة كثيرة، ولهم ما يتمنون مما لا يقع تحت حصر، ومما لا عين رأته ولا أذن سمعته، ولا خطر على قلب بشر.
تحيتهم سلام يقال لهم.. قولا من رب رحيم، وهذا السلام بواسطة الملائكة أو من اللّه مباشرة مبالغة في تعظيمهم، وزيادة في إكرامهم والحفاوة بهم.
هذا حال المؤمنين العاملين. نعيم مقيم في جنات الخلد مع التحية والإكرام. (٢)
التفسير والبيان :
يخبر اللّه تعالى عن حال أهل الجنة فيقول :« إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ » " هذا ما يلقّاه المؤمنون فى هذا اليوم الذي يساق فيه المشركون إلى موقف الحساب والجزاء.. وهذا الخبر هو تشويق للمؤمنين إلى هذا الجزاء الكريم الذي وعدوا به من ربّهم.. ثم هو فى الوقت نفسه عزل للكافرين عن هذا المقام،
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ١٨٩)