، والفلسفات والأساطير، والأفكار والأوهام، والشعائر والتقاليد، والأوضاع والأحوال، التي جاء الإسلام فوجدها ترين على الضمير البشري في كل مكان، حتى يدرك حقيقة البلبلة والتخليط والتعقيد التي كانت تتخبط فيها بقايا العقائد السماوية التي دخلها التحريف والتأويل، والإضافات البشرية إلى المصادر الإلهية والتي التبست بالفلسفات والوثنيات والأساطير ". (١)
(خَامِسُهَا) : الْعِلْمُ بِسِيرَةِ النَّبِيِّ - ﷺ - وَأَصْحَابِهِ، وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَتَصَرُّفٍ فِي الشُّئُونِ دُنْيَوِيِّهَا وَأُخْرَوِيِّهَا.
قلت :" وقد ألفت كتب كثيرة في السيرة النبوية قديما وحديثاً، ومن أهمها قديما زاد المعاد لابن القيم رحمه الله، والسيرة النبوية للإمام ابن كثير رحمه الله، والسيرة الشامية وهو أوسعها، وحديثا السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي حفظه الله، وكتابي السيرة النبوية دروس وعبر، وكتاب السيرة النبوية صورة مقتبسة من القرآن الكريم لدروزة رحمه الله وغيرها وكذلك سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله عن الصحابة والسلف الصالح، وكتاب حياة الصحابة للكاندهلوي رحمه الله، فالاطلاع على مثل هذه الكتب يعين على فهم كتاب الله تعالى بشكل دقيق."
يقول الصلابي حفظه الله :
" إن دراسة الهدي النبوي أمر له أهميته لكل مسلم، فهو يحقق عدة أهداف من أهمها: الاقتداء برسول الله - ﷺ - من خلال معرفة شخصيته وأعماله وأقواله وتقريراته، وتكسب المسلم محبة الرسول - ﷺ - وتنميها وتباركها، ويتعرف على حياة الصحابة الكرام الذين جاهدوا مع رسول الله - ﷺ -، فتدعوه تلك الدراسة لمحبتهم والسير على نهجهم واتباع سبيلهم، كما أن السيرة النبوية توضح للمسلم حياة الرسول - ﷺ -، بدقائقها وتفاصيلها، منذ ولادته وحتى موته، مرورًا بطفولته وشبابه ودعوته وجهاده وصبره، وانتصاره على عدوه، وتظهر بوضوح أنه كان زوجًا وأبًا وقائدًا ومحاربًا، وحاكمًا، وسياسيًا ومربيًا وداعية وزاهدًا وقاضيًا، وعلى

(١) - العقيدة في الله للأشقر- تنسيق وفهرسة - (١ / ٣٢) وانظر أثر الإيمان في بناء الأمم - (١ / ٤)


الصفحة التالية
Icon