ثم بين أن المسلك الذي سلكه واجب ومتحتم على كل من أعطاه الله علما بكتابه ودعا لانصراف الهمة لخدمته في بيان معانيه وإظهارمحاسنه وإزالةكل إشكال عمايشكل منه وبيان أحكامه وطريقة استنباطها والدعوة القوية الى تحكيمه والعمل به وترك كل مايخالفه لأنه الذى ضمن الله للمتمسكين به الهداية فى الدنياوالسعادة فى الآخرة كما قال تعالى :
((فإمايأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولايشقى))
وبين علاقته بالسنة وعلاقة السنةبه.
ثم بين أهم للمقصود من تأليفه وأنه أمران:
الأول:
بيان القرآن بالقرآن، لإجماع العلماء على أنه أشرف أنواع التفسير وأجلها.
والثانى:
بيان الأحكام الفقيهيه في جميع الآيات التى يفسرها مع بيان الراجح في الخلافيات مما تدل عليه الآيات الأخرى أوقرائن في نفس الآية أوأحاديث ثابتة وأقوال الأئمة بدون تعصب لمذهب.
وساق من أنواع البيان على سبيل المثال مايزيد على الثلاثين وقال إنها كثيرة جدا من لغة وأصول ومنطق وأحكام وعقائد وأسباب نزول وعلل لأحكام أوحكمة في تشريع وتخصيص عموم أو تقييد مطلق وبيان مجمل وترجيح مختلف فيه وأنواع أخرى عديدة وعليه ينبغي أن يعلم أن أضواء البيان ليس تفسيرا شاملا لجميع القرآن كما يظنه البعض ويتطلب فيه تفسير كل ماأشكل عليه.
بل هو تفسير خاص على منهج مختص به وهوتفسير ماأجمل من الآيات أيا كان سبب إجماله من حيث اللفظ أو المعنى وبيان هذا الإجمال من آيات أخر سواء كان بالمنطوق أوالمفهوم أو الفحوى أو بسنة ثابتة ثم استتباع ذلك ببيان الأحكام التى تؤخذ من هذه الآية فهو تفسير خاص وبمنهج مختص به.
وإن هذا المنهج الخاص الجديد في مسلكه لهو حق على كل من تحقق فيه قول الشيخ رحمه الله حق على من توفر حظه في العلم بكتاب الله ممن كان مثله أوقريبا منه.