وجملة هذا السياق هنا يتفق مع السياق في سورة الأحزاب عن بني قريظة سواء بسواء، وذلك في قوله تعالى؟: ﴿وَأَنزَلَ ؟لَّذِينَ ظَـ؟هَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ؟لْكِتَـ؟بِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ ؟لرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَـ؟رَهُمْ وَأَمْوَ؟لَهُمْ﴾ وعليه ظهرت حقيقة إسناد إخراجهم لله تعالى، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب. كما أنه هو تعالى الذي رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً. بما أرسل عليهم من الرياح والجنود، وهو الذي كفى المؤمنين القتال. وهو تعالى الذي أنزل بني قريظة من صياصيهم. وورث المؤمنين ديارهم وأموالهم، وكان الله على كل شيء قديراً.
ورشح لهذا كله التذييل في آخر الآية. يطلب الاعتبار والاتعاظ بما فعل الله بهم: ﴿ي؟أُوْلِى ؟لاٌّبْصَـ؟رِ﴾ أي بإخراج الذين كفروا من حصونهم وديارهم ومواطن قوتهم، ما ظننتم أن يخرجوا لضعف اقتداركم، وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم لقوتها ومنعتها، ولكن أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب. فلم يستطيعوا البقاء. وكانت حقيقة إخراجهم من ديارهم هي من الله تعالى. قوله تعالى؟: ﴿لاًّوَّلِ ؟لْحَشْرِ﴾. اختلف في معنى الحشر في هذه الآية، وبناء عليه اختلف في معنى الأول.
فقيل: المراد بالحشر أرض المحشر، وهي الشام.
وقيل المراد بالحشر: الجمع.