فهم في عجب ودهشة واستبعاد أن ينزل عليه ﷺ الذكر من بينهم، وهم في شك من أمرهم، فهم في حاجة إلى إزالة الشك والتثبت من الأمر، ولذا لما زال عنهم شكهم وتبينوا من أمرهم، وراحوا يدخلون في دين الله أفواجاً، بينما كان كفر اليهود جحود بعد معرفة، فكانوا يعرفونه ﷺ كما يعرفون أبناءهم ﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ؟لْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، وقد سمي لهم فيما أنزل كما قال عيسى عليه السلام: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى ؟سْمُهُ أَحْمَدُ﴾ فلم ينفعهم بيان، ولكنه الحسد والجحود كما بين تعالى أمرهم بقوله عنهم: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ؟لْكِتَـ؟بِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إِيمَـ؟نِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ؟لْحَقُّ﴾ وقوله: ﴿وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ؟لْكِتَـ؟بِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ﴾، وقوله: ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَـ؟مَ ؟للَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، وقوله: ﴿ي؟أَهْلَ ؟لْكِتَـ؟بِ لِمَ تَلْبِسُونَ ؟لْحَقَّ بِ؟لْبَـ؟طِلِ وَتَكْتُمُونَ ؟لْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.