وكانت هذه خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن جاء بعدها ما هو أعم من ذلك في قوله تعالى؟: ﴿مَّآ أَفَآءَ ؟للَّهُ عَلَى؟ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ؟لْقُرَى؟﴾ ـ أي عموماً ـ ﴿فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ؟لْقُرْبَى؟ وَ؟لْيَتَامَى؟ وَ؟لْمَسَـ؟كِينِ وَ؟بْنِ ؟لسَّبِيلِ﴾.
وهذه الآية لعمومها مصدراً ومصرفاً، فقد اشتملت على أحكام ومباحث عديدة، وقد تقدم لفضيلة الشيخ ـ تغمده الله برحمته ـ الكلام على كل ما فيها عند أول سورة الأنفال على قوله تعالى؟: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ ؟لأَنفَالِ﴾، فاستوفى واستقصى وفصل وبين مصادر ومصارف الفيء والغنيمة والنفل. وما فتح من البلاد صلحاً أو عنوة، ومسائل عديدة مما لا مزيد عليه، ولا غنى عنه والحمد لله تعالى. قوله تعالى؟: ﴿كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ؟لاٌّغْنِيَآءِ مِنكُمْ﴾. معنى الدولة والدولة ـ بضم الدال في الأولى، وفتحها في الثانية: يدور عند المفسرين على معنيين:
الدولة بالفتح: الظفر في الحرب وغيره، وهي المصدر، وبالضم اسم الشيء الذي يتداول من الأموال.
وقال الزمخشري: معنى الآية. كيلا يكون الفيء الذي حقه أن يعطي الفقراء، ليكون لهم بلغة يعيشون بها جداً بين الأغنياء يتكاثرون به، أو كيلا يكون دولة جاهلية بينهم.
ومعنى الدولة الجاهلية: أن الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة، لأنهم أهل الرئاسة والغلبة والدولة، وكانوا يقولون: من عزّ بزّ، والمعنى: كيلا يكون أخذه غلبة أثرة جاهلية، ومنه قول الحسن: اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دولاً، يريد من غلب منهم أخذه واستأثر به. إلخ.