قوله تعالى؟: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى ؟لسَّمَـ؟وَ؟تِ وَمَا فِى ؟لاٌّرْضِ وَهُوَ ؟لْعَزِيزُ ؟لْحَكِيمُ﴾. تقدم للشيخ رحمه الله كلام على معنى التسبيح عند قوله تعالى؟: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ؟لْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ؟لطَّيْرَ وَكُنَّا فَـ؟عِلِينَ﴾.
وقال رحمه الله: التسبيح في اللغة الإبعاد عن السوء، وفي اصطلاح الشرع تنزيه الله جل وعلا عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، وساق رحمه الله النصوص في تسبيح المخلوقات جميعها.
وقال في آخر المبحث: والظاهر أن قوله تعالى؟: ﴿وَكُنَّا فَـ؟عِلِينَ﴾ مؤكد لقوله تعالى؟: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ؟لْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ؟لطَّيْرَ﴾ والموجب لهذا التأكيد أن تسخير الجبال وتسبيحها أمر عجب خارق للعادة، مظنة لأن يكذب به الكفرة الجهلة (من الجزء الرابع ٣٣٧ وذكر عند أول سورة الحديد زيادة لذلك).
وفي مذكرة الدراسة مما أملاه رحمه الله في فصل الدراسة على أول سورة الجمعة: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ؟لسَّمَـ؟وَ؟تِ وَمَا فِى ؟لاٌّرْضِ ؟لْمَلِكِ ؟لْقُدُّوسِ ؟لْعَزِيزِ ؟لْحَكِيمِ﴾ قال: التسبيح التنزيه، وما التي لغير العقلاء، لتغلب غير العقلاء لكثرتهم، وكان يمكن الاكتفاء بالإحالة على ما ذكره رحمه الله تعالى، إلا أن الحاجة الآن تدعو إلى مزيد بيان بقدر المستطاع، لتعلق المبحث بأمر بالغ الأهمية، ونحن اليوم في عصر تغلب عليه العلمانية والمادية، فنورد ما أمكن أملاً في زيادة الإيضاح.
إن أصل التسبيح من مادة سبح، والسباحة والتسبيح مشتركان في أصل المادة، فبينهما اشتراك في أصل المعنى، والسباحة في الماء ينجو بها صاحبها من الغرق، وكذلك المسبح لله والمنزه له ينجو من الشرك ويحيا بالذكر والتمجيد لله تعالى.
وقد جاء الفعل هنا بصيغة الماضي: سبح لله كما جاء في أول سورة الحديد.