وكذلك في بيان مدى فعالية القرآن وتأثيره، لو أنزل على الجبال لخشعت وتصدعت، مما يستوجب التفكير فيه والاتعاظ به، ثم مثال الفريقين في قوله تعالى؟: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَ؟لَّذِينَ نَسُواْ ؟للَّهَ فَأَنسَـ؟هُمْ أَنفُسَهُمْ﴾، ونتيجة ذلك في الآخرة من عدم استواء الفريقين، فأصحاب نار وأصحاب جنة.
ولكأن الأمثال هنا والتنبيه عليها إشارة إلى أن أولئك بنسيانهم لله وإنسائه إياهم أنفسهم، صاروا بهذا النسيان أشد قساوة من الجبال، بل إن الجبال أسرع تأثراً بالقرآن منهم لو كانوا يتفكرون.
وقد قال أبو السعود: إنه أراد توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وعدم تخشعه عند تلاوته وقلة تدبره فيه ا هـ.
وهكذا بهذه الأمثلة ينتزع الحكم من السامع على أولئك المعرضين الغافلين بأن قلوبهم قاسية كالجبال أو أشد قسوة كما قدمنا، بخلاف المؤمنين تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق كما قال تعالى: ﴿؟للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ؟لْحَدِيثِ كِتَـ؟باً مُّتَشَـ؟بِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ؟لَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى؟ ذِكْرِ ؟للَّهِ ذَلِكَ هُدَى ؟للَّهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَآءُ﴾.


الصفحة التالية
Icon