كتاب: تفسير الرحمن لآي القرآن.

باب: تفسيره لقوله ولكن كونوا ربانيين.


قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: ٧٩]
ففسرالربانيين بأنهم الذين يدرسون الكتاب والسنة ويعلمونهما للناس.
قَالَ تَعَالَى: ﴿بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: ٧٩]
والباء للسببية فقوله. قَالَ تَعَالَى: ﴿بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ﴾ أي بسبب كونكم تعلمون الكتاب صرتم ربانيين.
وقوله قَالَ تَعَالَى: ﴿وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: ٧٩] أي بسبب كونكم تدرسون الكتاب صرتم ربانيين.
وجميع النبيين من الربانيين عليهم صلوات الله وسلامه لأنهم لايتعلمون ولايعلمون الناس غيرالوحي.
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء: ١١٣]
و قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً﴾ [الإسراء: ١٠٦]
و قَالَ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: ١٦٤]
فالنبي ﷺ يفسر القرآن بوحي الرحمن بلا زيادة.
قَالَ تَعَالَى: ﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {٤٣﴾ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: ٤٣ - ٤٧]
و يفسر القرآن بوحي الرحمن بلا تبديل.
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [يونس ١٥]
والربانيون من العلماء هم ورثة الأنبياء في تعلم الكتاب والسنة وتعليمهما وتفسيرهما بدون زيادة ولا تبدليل.
كتاب: تفسير الرحمن لآي القرآن.

باب: تفسيره لقوله فاسألوا أهل الذ كر.


قَالَ تَعَالَى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل٤٣]
ثم فسر الذكر وأهله الرحمن ولم يدع تفسيرهما لإنسان.
ففسر الذكر بالقرآن. قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤١ – ٤٢]


الصفحة التالية
Icon