قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ ؛ أي فقد كَذبَ أهلُ مكة بُمحَمَّدٍ ﷺ والقرآنِ ؛ وبما رَأوْهُ من انفلاق القمَر بمكةَ، كما رويَ عن ابنِ مسعود (أنَّ الْقَمَرَ انْفَلَقَ فِلْقَتَيْنِ حَتَّى رَأواْ اجْرَابَي فِلْقَتَي الْقَمَرِ، ثُمَّ ذهَبَتْ فِلْقَةٌ وَبَقِيَتْ فِلْقَةٌ).
وقَوْلَهُ تَعَالَى :﴿ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾ هذا وعيدٌ لَهم ؛ أي سيعلمون ما يَؤولُ إليه عاقبةُ استهزائِهم بالرُّسُلِ والكُتُب والآيات التي كانت تأتيهم، فَقَتَلَهُمُ اللهُ يومَ بَدْرٍ بالسَّيف، ويأتيهم خبرُ استهزائهم حين يرون العذابَ ومعاينةَ. والنبأُ عبارةٌ عن خَبَرِ الَّذي لهُ عِظَمٌ وشَأْنٌ.