قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾ ؛ أي ثُمَّ لم تكن معذرتُهم يومَ القيامة إلا مقالتَهم :﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾ في دار الدُّنيا. وإنَّما سميت المعذرةُ فتنةً ؛ لأنَّها عينُ الفتنةِ.
ومَن قرأ (فِتْنَتَهُمْ) بالنصب فعلى خبر (لَمْ تَكُنْ) واسْمها (أنْ قَالُوا). ومن قرأ (رَبَّنَا) بالنصب فمعناه النداءُ. وقراءة حفصٍ على البدلِ، ويجوزُ الرفع على إضمار (هو). وقيل : المرادُ بالفتنة محبَّتُهم للأوثان التي كانوا مُفْتَتَنِيْنَ بها في الدُّنيا، فأعلمَ اللهُ تعالى أنه لم يكن افتتانُهم بشركهم وإقامتِهم عليه، إلا أن تَبَرَّأواْ منه وانتهوا عنه، فحلفوا أنَّهم ما كانوا مشركينَ.