قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ ﴾ ؛ وذلكَ حين يستقرُّ أهلُ الجنَّة في الجنَّةِ، وأهلُ النَّار في النار ؛ ينادي أصحابُ الجنَّةِ أصحابَ النار : أنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا َوَعَدَنَا رَبُّنَا من الثَّواب والكرامة حَقّاً، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ من العذاب حَقًّا ؟ قَالُوا نَعَمْ، فاعترفُوا في وقتٍ لا ينفعُهم الاعترافُ. وفي (نَعَمْ) قراءتانِ ؛ قراءةُ الكسائيِّ :(نَعِمْ) بكسرِ العين في القُرْآنِ، وقرأ الباقون بالفتحِ ؛ وهما لُغتان.
وإنَّما سألَ أهلُ الجنةِ أهلَ النار ؛ لأنَّ الكفارَ كانوا يكذِّبون المؤمنين فيما يَدْعُونَ لأنفسِهم من الثواب ولَهم من العقاب، فَلِذا سألَهم المسلمونَ تَبْكِيْتاً لَهم، ليكونَ ذلك حَسْرَةً للكفارين وسُرُوراً للمؤمنينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ ؛ رُوِيَ في الخبر :" أنَّ مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّار ؛ يَسْمَعُهُ الْخَلاَئِقُ كُلُّهُمْ : أنَّ رَحْمَةَ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْمُحْسِنِيْنَ، وَأنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الظَّالمِيْنَ " أي على الكافِرين. وقرأ بعضُهم :(أنَّ لَعْنَةَ اللهِ) بالتشديد وَنصْب اللَِّعْنَة.


الصفحة التالية
Icon