قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ ﴾ معناه : أعَجِبَتْ قريشُ أنْ أوحَينا إلى رجُلٍ مثلهم من أهلِ نسَبهم أنْ خَوِّفِ الناسَ بالعذاب، ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ ؛ وذلك أنَّ الكفار كانوا يقولُون : لم يجدِ اللهُ رسولاً يبعثه إلينا إلاَّ يتيمَ أبي طالبٍ. ويقالُ : كانوا يَعجَبون من البعثِ بعدَ الموتِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ أي أعمالهم الصالحةَ التي قدَّمُوها لأنفسِهم سَلَفَ خيرٍ عند ربهم يستوجبون بها المنْزِلةَ الرفعيةَ في آخرتِهم عند ربهم، وعن ابنِ عبَّاس أنه قال :(قَدَمَ صِدْقٍ : شَفَاعَةً بَيْنَهُمْ لَهُمْ هُوَ إمَامُهُمْ إلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ بالأَثَرِ).
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـاذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴾ ؛ أي قال كفَّار مكة : إنَّ هذا القرآنَ لسِحرٌ مُبينٌ، وقرأ أهلُ الكوفة وابن كثير (لَسَاحِرٌ) بالألفِ يعنُونَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon