قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ ﴾ ؛ من قرأ (يَبْلُو) بالياءِ فالمعنى فنخبرُ كلَّ نفسٍ ما قدَّمت من خيرٍ أو شر، ومن قرأ (تَبْلُو) بالتاء فالمعنى تقرأ كل " نفسٍ " كتابَ عمَلِها. ويجوزُ أن يكون معناهُ : تَتَّبعَ كلُّ نفسٍ جزاءَ عملها، و ﴿ هُنَالِكَ ﴾ من الظُّروف، أصلهُ هُنَاكَ، واللامُ زائدةٌ والكاف للمخاطَبةِ، وكُسِرت اللامُ لسكونِها وسكونِ الألفِ.
وقولهُ تعالى :﴿ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ ﴾ ؛ أي رُدُّوا إلى جزاءِ الله وإلى الموضعِ الذي لا يملكُ الحكمَ فيه أحدٌ إلا الله، والحقُّ هو الذي يكون معنى اللفظِ حاصلاً فيه على الحقيقةِ، واللهُ تعالى حقٌّ لأنَّ الإلهيَّة حاصلةٌ له على الحقيقةِ ؛ لاقتدارهِ على جميعِ الأشياء. قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ ؛ وبَطَلَ عنهم ما كانوا يختَلِقُون من الكذب بالأصنامِ أنَّها آلهةٌ وأنَّها تشفعُ عندَ اللهِ.