قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ ﴾ ؛ أي كذبوا بدلائلِ الله الدالَّة على وَحْدَانِيَّتِهِ وصِدْقِ أنبيائهِ، وعَصَوا هُوداً ومَن قبلَهُ ومَن بعدَهُ ؛ لأنه عليه السلام أُرْسِلَ بتصديقِ مَن قبله وبالبشارةِ لمن بعده، فلما كذبوهُ فقد كذبوا الرُّسُلَ كلَّهم. قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ ؛ أي أمرَ كلِّ طَاغٍ عَاتٍ مُعرِضٍ عن اللهِ، قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـاذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ﴾ ؛ أي أتبعُوا بعدَ الهلاكِ في هذه الدُّنيا بالإبعادِ عليهم باللَّعْنِ، فلَعَنَتْهُمُ الملائكةُ والناس ما دامَتِ الدُّنيا.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ ؛ أي ويومَ القيامةِ يُبعَدُونَ من رَحمةِ الله كما أُبعدوا في الدُّنيا. قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ ﴾ ؛ أي جَحَدوا، ﴿ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴾، أي أبعدَهم الله من رحمتهِ إبعاداً. وفي هذا تَهْدِيدٌ للكفار، كأنَّهُ تعالى قالَ : انظُروا يا أهلَ مكَّة كيف فعلَتْ عادٌ وكيف فُعِلَ بهم، فاحذرُوا أنْ يُصيبَكم مثلَ ما أصابَهم.