قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾ ؛ أي خَشيَةَ الفقرِ والإقْتَارِ، ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ﴾ ؛ نزلَ في جماعةٍ كانوا يدفِنون بنَاتِهم خشيةَ الفَاقَةِ، ولئَلاَّ يحتاجُوا إلى النفقةِ عليهم، وكان ذلك مُستفيضاً شَائعاً بينهم وهي الْمَوْءُودَةُ التي ذكرَها اللهُ تعالى في قوله﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾[التكوير : ٨].
وقوله تعالى :﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم ﴾ أي إنَّ رِزقَكم ورزقَ بناتِكم على اللهِ، وإنْ كان لسببٍ يجري على أيدِيكم، فإنَّ اللهَ تعالى لو لَم يُقوِّكُم على الاكتساب ولَم يُمكِّنكُم من تحصيلِ النفقة لم تتمَكَّنوا من تحصيلٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ﴾ ؛ أي إنَّ دَفنَهم أحياءً كان ذنباً عظيماً في العقوبةِ، يقال : خَطِأَ الرجُل يَخْطَأُ خطأً مثل أثِمَ يأثَمُ إثماً، وقرأ ابنُ عامر (خَطَأً) بفتحِ الخاء على أنه مصدرُ أخْطَأَ، فيكون المعنى على هذا أنَّ قَتلَهم كان غيرَ صوابٍ.