قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ﴾ ؛ معناهُ : يومَ القيامةِ يقولُ الله للمشركين : نَادُوا شُرَكَائِي الَذِينَ زَعَمْتُمْ أنَّهم شُركاؤهم للأصنامِ والشياطين وذريَّته ؛ ليدفعُوا عنكم العذابَ، ﴿ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً ﴾ ؛ أي جعلنا بينَ العابدِ والمعبود من العذاب ما يُوبقُهُمْ ؛ أي ما يُهِلِكُهم، وَقِيْلَ : معناهُ : وجعلنا بينَهم وبين المؤمنين ؛ أي بين أهلِ الْهُوى وأهلِ الضَّلالة مَوْبقاً.
قال عبدُالله بنُ عمرَ :(هُوَ وَادٍ فِي جَنَهَّمَ مِنَ الصَّدِيْدِ وَالْقَيْحِ وَالدَّمِ، يُفَرِّقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهِ وَمَنْ سِوَاهُمْ). وقال عكرمةُ :(هُوَ نَهْرٌ مِنَ النَّارِ يَسِيْلُ نَاراً، عَلَى حَافَّتَيْهِ حَيَّاتٌ مِثْلَ الْبغَالِ). وقال الضحَّاكُ :(مَعْنَاهُ : وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَهْلِكاً)، وقال الحسنُ :(عَدَاوَةً)، ويقالُ : أوْبَقَهُ اللهُ ؛ أي أهْلَكَهُ، وَوَبقَ أي هَلَكَ. قرأ حمزةُ (وَيَوْمَ نَقُولُ) بالنُّونِ.


الصفحة التالية
Icon