قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ ؛ أي امتنعَ من السُّجود لآدمَ، ﴿ قَالَ ياإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ ﴾ ؛ أي كيفَ ينبغي أن أسجُدَ له، وأنا أشرفُ منه أصلاً وهو، ﴿ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴾، من طينٍ يتصَلصَلُ مجوَّف محتاجٌ إلى الطعامِ والشراب، وهو من حَمَأ، والْحَمَأُ ظلمةٌ وسواد، والْمَسْنُونُ من الحمأ مُنْتِنٌ، ﴿ قَالَ ﴾ ؛ اللهُ تعالى :﴿ فَاخْرُجْ مِنْهَا ﴾ ؛ أي من الجنَّة، وَقِيْلَ : من الأرضِ، فأَلْحَقَهُ بجُزر البحارِ، ﴿ فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾ ؛ أي من مطرودٌ من الرحمةِ، مُبْعَدٌ من الخير، ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكَ ﴾ ؛ مع هذا، ﴿ اللَّعْنَةَ ﴾ ؛ لَعْنَةَ اللهِ ولعنةَ الخلائقِ، ﴿ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يومِ الجزاء وهو يومُ القيامةِ، وهو أوَّلُ من عصَى اللهَ من أهل السَّموات والأرضِ.


الصفحة التالية
Icon