قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ﴾ ؛ أي ووهَبْنَا لإبراهيمَ وَلَدَهُ اسحقَ وولدهُ يعقوبَ، سُميَ يعقوبُ (نَافِلَةً) لأنه وَلَدُ وَلَدِهِ، والنافلةُ في اللغة : زيَادَةٌ على الأصلِ، ونوافِلُ : الصلاةُ ما تطوَّعَ به المصلِّي. ويقال : إنَّهما جميعاً نافلةٌ ؛ لأنَّهما عطيَّةً زائدةٌ على ما تقدَّم من النِّعَمِ. قال ابنُ عبَّاس وقتادةُ :(سَأَلَ إبْرَاهِيْمُ رَبَّهُ وَلَداً وَحِداً، فَقَالَ : رَب هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِيْنَ، فَأَعْطَاهُ اللهُ اسْحَقَ وَلَداً وَزَادَهُ يَعْقُوبَ)، قال ابنُ عبَّاس :(نَفَلَهُ يَعْقُوبَ ؛ أيْ زَادَهُ إيَّاهُ عَلَى مَا سَأَلَ). قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾ ؛ يعني إبراهيمَ وإسحق ويعقوب، وجعلناهم أنبياءَ عاملين بطاعتنا.