قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾ ؛ أي ليجعلَ ما يُلقي الشيطانُ في قراءتهِ فتنةً للذين في قلوبهم شَكٌّ ونفاقٌ ؛ لأنَّهم افْتُتِنُوا بما سَمعوا فازدادوا عُتُوّاً، وظَنُّوا أن مُحَمَّداً ﷺ يقولُ الشيءَ مِن عند نفسهِ فيبطلهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ ؛ يعني المشركينَ كذلك ازدَادُوا فتنةً وضلالة وتكذيباً، سَمَّاهم قاسيةً قلوبُهم ؛ لأنَّها لا تلينُ لتوحيدِ الله، وقولهُ تعالى :﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ ؛ يعني أهلَ مكَّة، ﴿ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ ؛ أي مشاقَّةٍ بعيدةٍ عن الحقِّ.


الصفحة التالية
Icon