قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ ؛ فيه بيانٌ على أن العزمَ على الفسقِ فسقٌ، وأنَّ على الإنسانِ أن يحبَّ للناسِ ما يحبُّ لنفسهِ، وأن يكونَ في قلبهِ سلامةٌ للمؤمنين، كما يكونُ مأموراً بكفِّ اللسان والجوارحِ. ومعنى الآيةِ : إن الذين يُحِبُّونَ أن يَفْشُو ويظهرَ الزِّنا في الذينَ آمَنوا بأن يَنْسِبُوهُ إليهم ويقذِفُوهم به، ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا ﴾ ؛ يعني الجلدَ، ﴿ وَالآخِرَةِ ﴾ ؛ يعني عذابَ النار، يريدُ بذلك المنافقينَ، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ﴾ ؛ ما خُضْتُمْ فيه من الإفكِ، وما فيه من سَخَطِ اللهِ، ﴿ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ ؛ ذلكَ، فَحَذرَ رسولُ الله ﷺ جميعَ قاذِفِي عائشةَ.