قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾ ؛ أي قال الَّذينَ لا يَخَافُونَ البعثَ بعدَ الموتِ : هَلاَّ أُنْزِلَ عَلَينَا الملائكةُ رُسُلاً أو نَرَى رَبَّنَا فيُخبرَنا بذلك، قَالَ اللهُ تَعَالَى :﴿ لَقَدِ اسْتَكْبَرُواْ فِي أَنفُسِهِمْ ﴾ ؛ أي لقد تَعَظَّمُواْ في أنفُسِهم حيثُ سأَلُوا مِن الآياتِ ما لَمْ يَسْأَلْهُ أحدٌ قطُّ، ﴿ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً ﴾ ؛ حين قَالُوا ﴿ أَوْ نَرَى رَبَّنَا ﴾. والعُتُّوُ : مُجَاوَزَةُ الحدِّ في الظُّلمِ، وَقِيْلَ : العُتُوُّ : أسدُّ الكفرِ. والمعنى : وجَاوَزُوا الحدَّ مجاوزةً شديدةً.