قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ﴾ ؛ معناه : ألَم تَرَ إلى صُنْعِ ربكَ كيف بَسَطَ الظلَّ من وقتِ غُروب الشَّمسِ إلى وقتِ طُلوعِها من المشرقِ إلى المغرب. وَقِيْلَ : مِن طلوعِ الفجر إلى طلوعِ الشمس، ولو شاءَ لجعلَ الظلَّ سَاكناً ؛ أي دائِماً لا يزولُ على أن لا تطلعَ الشمسُ، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ﴾ ؛ على الظلِّ بمعنى أنهُ لولاَ الشمسُ لَمَا عُرِفَ الظلُّ ؛ لأن الظلَّ يتبعُ الشمسَ في طولهِ وقِصَرِهِ، فإذا ارتفعَتِ الشمسُ في أعلى ارتفاعِها قَصُرَ الظلُّ، وذلك وقتَ صلاةِ الضُّحى إلى أن تبلُغَ الشمسُ في الارتفاعِ مبلَغاً يزولُ عنده الظلُّ، ولا ينقصُ الظلُّ بعد ذلك، بل يأخذُ في الزيادةِ فيكون الوقتُ وقتَ صلاةِ العصر، فما دامَتِ الشمسُ تنحطُّ يصير الظلُّ طويلاً تحتَ ذلك الانحطاطِ. والظلُّ تابعٌ للشمس التي هي دليلهُ، ويقالُ : معنى الآية : جعلنا الشمسَ مع الظلِّ دليلاً على توحيدِ الله وكمَالِ قدرتهِ.


الصفحة التالية
Icon