وقولهُ تعالى :﴿ قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ ؛ أي سواءٌ علَينا أوَعَظْتَنَا أم لَم تعِظْنا فلا نتركُ هذه العبادةَ، قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ إِنْ هَـاذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ ﴾ ؛ أي ما هذا الذي تقولُ يا هودُ إلاَّ كَذِبُ الأوَّلين، وهذا قولُ ابنِ مسعودٍ ومجاهد. والْخُلُقُ والاخْتِلاَقُ هو الكَذِبُ. ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ﴾[العنكبوت : ١٧].
قُرئ (خُلُقُ الأوَّلِيْنَ) بضمِّ الخاء واللام ؛ أي عَادَةُ الأوَّلِيْنَ، والمعنى : ما هذا الذي نحنُ فيه إلاّ عادةُ الأوَّلين مِن قبلِنا يَعْبَثُونَ ما عاشُوا ثُم يَموتون ولا بَعْثَ ولا حسابَ، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ ؛ على ما نفعلُ.


الصفحة التالية
Icon