قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ ﴾ ؛ أي قِيْلَ لَهم : لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلَى مَا نُعِّمْتُمُ فيه وإلى منازلكم، تقولُ الملائكة ذلكَ استهزاءً بهم وتقريعاً على ما فُرِّطَ منهم بحيثُ يسمعون النداءَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾ ؛ يقال لَهم ذلكَ على طريق الْهُزْؤِ بهم وهو توبيخٌ في الحقيقةِ، والمعنى : لكي تُسألوا شيئاً من دُنياكم فأنتم أهل برٍّ ونعمةٍ، فـ ﴿ قَالُواْ ﴾ عند ذلك :﴿ ياوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ ؛ لأنفسِنا حيثُ كذبنَا الرُّسلَ، اعترفوا بالذنب حين رأوا العذابَ، فقالوا هذا على سبيلِ النَّدمِ، ولَم ينفعْهم حينئذٍ الندمُ. والوَيْلُ : الوقوعُ في الْهَلَكَةِ.