قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا ﴾ ؛ أي فلمَّا جاءَتْ فرعونَ وقومه الآياتُ التسع، ﴿ مُبْصِرَةً ﴾ ؛ أي بَيِّنَةً واضحةً، ﴿ قَالُواْ هَـاذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ ؛ كذبُوا بالآياتِ التسع كلِّها ونَسَبُوا موسى إلى السِّحرِ، ﴿ وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ﴾ ؛ أي جَحَدُوا بألسِنَتهم وأنكَرُوا تلك الآياتِ، وعَلِمُوا بقلوبهم أنَّ تلك الآياتِ ليست من جنسِ أفعال السِّحر، وأنَّها من اللهِ تعالى، أي عَلِمُوا يقيناً أنَّها من عندِ الله لكن جَحَدُوا ذبها تَجَبُّراً وَتَكَبُّراً وذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾ ؛ أي شِرْكاً وتَكَبُّراً عن أن يؤمِنُوا، ﴿ فَانْظُرْ ﴾ ؛ يا مُحَمَّد، ﴿ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ ؛ في الأرضِ بالمعاصي، كيفَ أهلَكَهم اللهُ بالغَرَقِ في اليَمِّ.