قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ ؛ أي وما كلٌّ منهم إلاَّ لدنيا مُحضَرُونَ في أرضِ الْمَحشَرِ للحساب والجزاء، هذا على قراءةُ مَن قرأ (لَمَّا جَمِيعاً) بالتشديدِ، وهي قراءةُ ابنِ عامر وعاصمٍ وحمزة، وأما على قراءةِ مَن قرأ بالتخفيفِ فإن (مَا) صلةٌ مؤكِّدة، فإن (إنْ) للإثباتِ كأنه قالَ : وإنْ كلٌّ لَجميعٌ لدَينا مُحضَرون.
ثم وعظَ اللهُ كفارَ مكَّة ليعتَبروا فقالَ تعالى :﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا ﴾ ؛ أي وعلامةٌ لَهم تدلُّهم على التوحيدِ والبعث، الأرضُ الْمَيْتَةُ اليابسةُ التي لا نباتَ فيها ولا شجرَ ﴿ أَحْيَيْنَاهَا ﴾ بإخراجِ الأشجار والزُّروعِ، ﴿ وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ﴾، ما يُقْتَاتُ من الحبوب جمعِ الحب، ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ ﴾ ؛ أي في الأرضِ بساتين، ﴿ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ﴾ ؛ أي من عُيونِ الماءِ.