قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴾ ؛ معناهُ : إن أصحابَ الجنَّة في الآخرةِ في شُغُلٍ فَاكِهُونَ. قرأ ابنُ كثير ونافعُ وأبو عمرٍو بجزمِ الغَينِ، وقرأ الباقون (فِي شُغُلٍ) بضمِّ الغينِ، وهما لُغتان مثلُ : السُّحُتِ وَالسُّحْتِ.
واختلفَ المفسِّرون في شُغلِهم، قال مقاتلُ :(شُغِلُوا بافْتِضَاضِ الْعَذارَى عَنْ أهْلِ النَّار فَلاَ يَذْكُرُونَهُمْ وَلاَ يَهْتَمُّونَ بهِمْ). وقال الحسنُ :(شُغِلُوا بمَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ النِّعَمِ عَنْ مَا فِيْهِ أهْلُ النَّار مِنَ الْعَذاب).
وعن أبي سعيد الخدريِّ قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :" إنَّ أهْلَ الْجَنَّةِ كُلَّمَا جَامَعُوا نِسَاءَهُمْ عُدْنَ أبْكَاراً " قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ فَاكِهُونَ ﴾ أي أصحابُ فاكهةٍ، كما يقالُ : شَاحِمٍ لاَحِمٍ ؛ أي ذُو شحمٍ ولحم، وعاسِلٍ ذو عَسلٍ، وقرأ أبو جعفر (فَكِهُونَ) بغيرِ ألفٍ، والفَكَهُ : الفرِحُ الضَّحُوكُ، الطيِّبُ النفسِ، ويقالُ : فَاكِهٌ وَفَكِهٌ كحَاذِرٍ وَحَذِرٍ.