قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ ﴾ ؛ أي قُل يا مُحَمَّدُ لكفَّار مكَّة : إنِّي أُمرت أن أعبُدَ اللهَ، ﴿ وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴾، وأُمرتُ أن أعبدَهُ على التوحيدِ والإخلاصِ، لا يشوبُ عبادتَهُ شركٌ.
قال مقاتلُ :(وَذلِكَ أنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ قَالُوا لَهُ : يَا مُحَمَّدُ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى أتَيْتَنَا بهِ ؟ ألاَ تَنْظُرُ إلَى مِلَّةِ أبيكَ وَجَدِّكَ وَسَادَةِ قَوْمِكَ يَعْبُدُونَ اللاَّتَ وَالْعُزَّى فَتَأْخُذ بهَا ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ). أي قُل لَهم إنِّي أمرتُ بالقرآنِ بتوحيدِ الله تعالى، وأن آمُرَ الخلقِ كلهم بذلك، وأُمِرتُ أن أكون أوَّلَ من أسلمَ من أهلِ هذا الزَّمان.