قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾ أي كَم ترَكَ فرعونُ وقومه بعدَ الغرقِ من بسَاتين عامرةٍ بليغةِ الأشجار، وعيونٍ ظَاهرةٍ عَذْبَةٍ فيها زرعٌ ومساكن شريفةٌ حسَنةٌ، ﴿ وَنَعْمَةٍ ﴾ ؛ أي وعيشٍ ليِّنٍ، ﴿ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ ﴾ ؛ أي نَاعِمينَ متعجِّبين، ﴿ كَذَلِكَ ﴾ ؛ كانت حالُهم. وَقِيْلَ : كذلك أفعَلُ بمَن عصَانِي، ﴿ وَأَوْرَثْنَاهَا ﴾ ؛ وأورثنا ما تركوهُ، ﴿ قَوْماً آخَرِينَ ﴾ ؛ وهم بنو إسرائيل، رجَعُوا بعدَ هلاكِ فرعون إلى مصرَ فصارت أموالُ قومِ فرعون ونَعيمُهم لهم من غيرِ كُلفَةٍ ولا مشقَّةٍ، كالميراثِ الذي ينقلُ من المورثِ إلى الوارثِ من غير مشقَّةٍ تلحقُ الوارثَ، وهذا من غايةِ إنعامِ الله على بني إسرائيل.


الصفحة التالية
Icon